محمد عبدالوهاب
الشيباني
في عمله
الروائي
الأخير
الموسوم بـ
«طائر الخراب»
يواصل
الكاتب
الروائي
حبيب عبدالرب
سروري الحفر «1»
على موضوع التعارضات
الحادة التي
تفرضها
العلاقات
غير
المتوازنة
بين الأبطال
المحوريين
وبين اعتمالات
الواقع بتزمينه
التاريخي
وضغوطاته
الاجتماعية
«بدرجة رئيسية»
والتي تفضي
بدورها إلى
إنتاج تمثيلات
سياسية فجة
لهذا الواقع.
فالبطل لم
يزل حاضراً في
الطرف الآخر
من هذا
الواقع «بكل
مؤثراته» ولم
يزل يدور في
دولاب احباطاته
والتي تغدو
تالياً
مثالاً
صارخاً لتجل
سردي يسهل
الذهاب به
إلى نقاط
موغلة في
الكتابة الروائية
،فلم يزل هذا
البطل «فعلاً»
تفرزه وثيقة
«تاريخية»
قادرة على
دمج سيرة
صاحبها مع ماينتج
في الواقع
يومياً
لتبيان «حدة»
المفارقة.
ولمقاربة
هذه
المفردات
سنحاول تتبع
الأثر المترتب
على رسم
الشخصيات
بتحولها إلى مسرودات
كتابية قدمت
في مجموعة
قصصية واحدة «2»
وثلاث روايات
ارتأينا
تقديمها في
سياق
القراءة «3».
«1»
في «الملكة المغدورة»
«4» العمل الأول
للمؤلف يكون
الأثر الذي
يحدثه «حشوان»
باعتباره
اختزالاً
ناضجاً لحال
السلطة الغاشمة
في الطرف
الأخر لحال عدنان ـ
المثقف
المتمرد.
فالراعي
القديم «حشوان»
الذي يختزل
السلطة
باعتبارها
منظومة من
الشعارات
التي تلقن في
المدرسة
الحزبية
وحالة من
التراكم
العقدي من
الآخر سيكون
نقيضه
تماماً
المثقف
المتمرد
وبطل
الشطرنج عدنان
القادر على
إنتاج
مفاهيمه
النظرية
وتمثيلها
بعيداً عن
التلقين
والنصوص
المدرسية،
لهذا كان
لابد للأول
الراعي حشوان
ـ وقبل فراره
من مدينة عدن
بعد أحداث 13
يناير 1986م أن
يكلف جنوده
وهو على وشكه
الانهزام
المجيء بعدنان
من بيته «ثم
حملوه إلى
زعيمهم الذي اطلق عليه
حوالي عشرين
رصاصة قبل أن
يغادر عدن في الحال
«5».
وحينما عاد
مرة أخرى إلى
عدن بعد ثمان
من السنين ـ
أي بعد
احتراب صيف 1994 ـ
كان قد أصبح
«أحد كبار
دعاة
الليبرالية
المنطلقة من
عقالها ـ تماماً
كما توقع من
عرفه قبل وقت
طويل ـ فقد
اكتفى «حشوان»
بإعادة
تأهيل
لحظية..أسرع
كثيراً في
دورته الايديولوجية
القديمة
لأنه عرف
بسرعة أنه
يستطيع في
العمق الحفاظ
على ماهو
أساسي من
تراثه
البلاغي
وقالب
خطاباته
مستبدلاً
بعض الألفاظ
والعبارات
في سياق
حضورها ونشاطها
التداولي. فالديمقراطية
غدت بديلاً
عن الثورة
والسوق محل
الاشتراكية
وأمريكا
بدلاً عن
الاتحاد
السوفيتي
وكل شيء يبقى
صالحاً
وعمودياً
وفصيحاً
«مشروعاً حضارياً»
كما يُحب أن
يقول
الآن..فهو من
حيث هو طليعي
دائماً وراع
ِ بارز وكان
أول من صاغوا
قانون
العائلة وهو
الآن أول من
تزوج بأربع نساء
بعد الغاء
القانون..أصبح
شخصاً واسع
الثراء يمضي
والمسبحة لاتفارق
يده بعد أن
أصبح حاجاً
هاشاً ورجل
دين بارز..البطل
«الأوحد» في
الحرب على
«البيرة
والشيعية وأحمر
الشفاه..وبعض
نساكه
الأقربين
يتحدثون عن
مواهبه
الروحية وبالأحرى
الصوفية «6»..
رواية
الملكة المغدورة
في مستوى
قرائي هي
سيرة الكاتب
المذابة
بسيرة مدينة
الشيخ عثمان
مسقط رأسه
والحاضرة
بذاكرته
كمكان مشخوص
وتحولات
بالاستطاعة
استعادتها
من عمق التذكر
وحوافه في آن«7».
سيرة تروي من
خارجها
الزمني
والجغرافي
لتضفي على
العمل مسوحات
تجنيسية
ـ سنحاول
مقاربتها
تالياً ـ
فالراوي
ناجي المقيم
بفرنسا يروي
من غرفة رقم «284»
بمستشفى
مدينة روان
الفرنسية
نتفاً من
سيرة ابن
الرابعة
عشرة وتداخلاتها
ـ القبلية والبعدية
على اعتبار ان هذا
السن قادرة
على التفتق
عن وعي واضح
بما يحيطها
بعد عشرين
سنة لتبدو
الرواية حسب
بعض الدارسين
«استقراء
للتاريخ
الاجتماعي
الذي حملته
إلينا عن زمن احداثها
وعن نفسيات
وعقليات
شخوصها ووعي
ودوافع تلك
الشخصيات والرغبات
«التي
تتلبسها».
كان
المتخيل
فيها يستند
إلى وقائع
حية
اجتماعية وسياسية
في المجتمع
سوف تكون
«لاحقاً» مادة
مهمة للمؤرخ
الاجتماعي «8».
الكاتب أو
الروائي لم يستقرئ
تلك المرحلة
من الكتب أو
الوثائق
وإنما عاشها
بتفاصيلها «9».
لهذا يدرك
القارئ ان
«الملكة المغدورة»
كنص استطال
ليغطي ثلاث
مراحل أو
ثلاثة أزمنة
سياسية.ان
صح التعبير ـ عاشتها
مدينة عدن
وتقرأ بوعي
لاحق لروائي
انطلق بداية
من لحظة حمله
لكيس بلاسيتكي
به قطع شطرنج بمليكة
مجبرة بسبعة
أشرطة لاصقة
وانتهى بسرد
الحكاية
التي آلت
إليه هذه
الملكة بسبب
قيام الأب بتهشيمها
بفأس لتقطيع
اللحمة حتى
بدت هذه الملكة
وكأنها بقرت
تماماً مثل
الأم ـ التي
قامت قبل
عشرين عاماًبإعادة
تجميعها
بشرائط
لاصقة ـ
والتي تنام
الآن في غرفة
«284» بمستشفى «هوتيل
ديو» بروان
مبقورة
البطن مفضلة
الأعداد
الفردية على الاعداد
الزوجية«10» وفي
هذه الوحدة الحكائية
المغلقة
أنتج الكاتب
بنية سردية
اعتمدت على: أن
مفردات
الكتابة وثيماتها
مبذولة في
حدود الواقع
والمتخيل
تفرضه ضرورات
فنية صرفه
على عكس ما
سينجزه
تالياً
المؤلف في
عملية
الروائيين
ومجموعته
القصصية.
تداخلات
الزمن
السردي إلى
جانب
الاعتماد على
الاسترجاعات
الفنية التي
ستغدو
التقنية الاوضح
في معمار
العمل.
المقابلات
العاطفية في
حياة
الشخصية
الساردة ستشكف بعلاقته
بانثى
واحدة هي
ابتهال التي
ستعبر بوعي
حاد عن لحظة
الفوران
الشاب قبل أن
تتلبس في
حالة فقد
مروعة بفرض
الزواج
عليها بالإكراه.
يتبع
الهوامش:
1ـ الحضر على التعارضات
عنوان مادة
كتبتها عن
مجموعة حبيب
سروري همسات
حرى من مملكة
الموتى،
ونشرت في
صحيفة الثقافية
قبل أن يعاد
نشرها كاملة
في العدد الثاني
من حوليات
العفيف
للعام 2002م.
2ـ مجموعة
همسات حرى من
مملكة
الموتى ـ ط «1»
مؤسسة
العفيف
الثقافية 2002م
3ـ المادة
المعروضة
هنا جزء من
قراءات
متفرقة لاعمال
حبيب سروري
وكتبت على
أوقات
متباعدة اتمنى
ان تنجز
بآلية
متقاربة
لردم اية
فجوات انشأتها
طبيعةالكتابة
باوقاتها
المتباعدة.
4ـ صدرت
بطبعتها
العربية
الأولى عن
مؤسسة المهاجر
بصنعاء
بترجمة
للدكتور علي
محمد زيد وكانت
قد صدرت أول
مرة
بالفرنسية
عام 1998م عن دار رامان
5ـ الملكة المغدورة
ـ سابق صـ
236
6ـ نفسه صـ
239
7ـ حوليات
العفيف
العدد «2»
8ـ مجلة
الحكمة العددان
«237 ـ 238» ـ نوفمبر ـ
ديسمبر
2005م ـ انظر
مقالة عبدالرحمن
الاهدل
الرواية
اليمنية
والتاريخ
الاجتماعي
رواية
الملكة المغدورة
نموذجاً.
9ـ نفسه
10ـ الملكة المغدورة
سابق صـ 255
وبعدها.
|